Suni atau Syiah :Adu Domba Barat

عندما تحدث وزير الخارجية الأميركي الأسبق عن حرب المائة عام بين السنة والشيعة

لا يخفي بعض المسؤولين الغربيين ما يحلمون بحصوله في المنطقة من صراع مذهبي إسلامي.. كأنهم على فرح من تلك المغامرة التي رأى فيها وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر ذات يوم حينما سئل عن جديد المنطقة قال إنها "حرب المائة عام المقبلة" وعندما قيل له بين من ومن أجاب: بين المذهبين الاسلاميين المعروفين، أي السنة والشيعة. الكلام ذاته ردده وزير الخارجية الفرنسي كوشنير أثناء زيارته الأخيرة لبيروت، وكأن ثمة توافقا بينه وبين الاميركي أو ربما هي كلمة السر الإسرائيلية التي يراد من الأميركيين والفرنسيين ترويجها كي تتحول إلى عامل الإطاحة بمكونات المنطقة الإجتماعية والإنسانية إذا ما وقع هذا المحظور الذي يحاط بعناية فائقة من قبل إسرائيل وبعض الأسياد الغربيين كي يصبح سيفا مسلطا على رقاب المسلمين في كل مكان.
بهذه البساطة يتم فتح موروثات تاريخية تم تجاوزها وبعدما أغلق ملفها الناشز, وحين يتكلم الاميركي والفرنسي وغيره من الغربيين عن قضية من هذا النوع، وخصوصا كيسنجر الموصوف بقراءته التاريخية وخضوعه لعقل مؤسسات الدراسات الأميركية، فإنه لا بد قرأ الواقع الاسلامي ممهورا بدراسات وافية عن كيفية إطلاق أحداثه التاريخية من جديد، مع الإشارات التي تدفع المسلمين إلى ذلك الصراع. ولهذا السبب تم اغتيال رفيق الحريري، وهو سبب من جملة أسباب أخرى محطتها الأساسية أيضا في العراق، وأحد موادها الملتهبة في باكستان وغيرها من الأماكن.
بودنا أن يعرف المسلمون جميعا وبكل مذاهبهم لماذا هذا التحديد من قبل كيسنجر إلى حد الجزم بأنها حرب المائة عام لولا وضع الفكرة قيد التنفيذ بعد التمهيد لها بكل الطرق المؤدية إلى تأجيجها، أي اختراع الأسباب التي تجعلها قابلة للحياة والتنفيذ.
أما السبب الأكبر الكامن وراء انفلات ذلك الصراع كما هو المخطط الغربي فمن أجل حماية إسرائيل وبقائها.. الخوف على إسرائيل، أي الخوف الإضافي مما قد يحصل بعد زوالها إذا تم، هو الدافع
لذلك لا بد من إشغال المسلمين بحروب متنقلة بين بعضهم البعض، والمعروف أن الدم يزيد من حجم الصراع، بل إن العنف لا يغسل إلا بعنف مضاد.. وذات يوم إبان الحرب اللبنانية سألني أحد السياسيين اللبنانيين عن السبب الذي يقف وراء التجدد المستمر للحرب، وحين قلت جملة أسباب لم تعجبه، أكد لي ان السبب الحقيقي هو نزف الدم الذي له سيطرة على العقول أكثر من الافكار مهما كانت.
من المؤسف تكرارا أن يتحدث مسؤولون غربيون بكل بساطة الكلمات والأداء اللفظي عن صراع مذهبي بين المسلمين وهم في حالة نشوة من الفكرة، بل في حالة الاستفاضة من شرحها وكأنها أمل كبير لديهم، بل واقع لا يمكن الهروب من قدره!.. فهل ثمة من ينذر المسلمين قبل فوات الأوان من هذا الخطر المحدق، أم أن الغرب يتعامل معنا كأي قطيع من الأغنام يساق إلى الذبح وهو لا يدري أنه ذاهب إلى المسلخ.
نقلا عن صحيفة الوطن العمانية - زهير ماجد

Comments

Popular posts from this blog

Meriam Melayu Kesultanan Singora

Politik Tambah Bilangan

Terkafir kerana Anjing