Dari rumah penjara .. Necmettin Erbakan: Kita hidup di dunia Zionisme

بعد الحكم على السياسي التركي الكبير ورئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان بالإقامة الجبرية في منزله الصيفي بدأ يتجه الى الانعزال الإعلامي فلم أجد أي خبر أو مقابلة معه في الفترة الأخيرةالماضية. قررت زيارته في منزله الذي حكم عليه بالإقامة فيه ، منزل صيفي على البحر حكم فيه على أربكان بالسجن فيه لدعوى رفعت عليه تهمته فيها “أخذ أموال الحزب وتحويله إلى حسابه الشخصي ” بعد أن تم حظر حزبه حزب الفضيلة. فصدر الحكم على أربكان بالسجن لكن بقرار من البرلمان التركي سمح له بقضاء فترة السجن مدة سنتين وأربعة أشهر في منزله مراعاة لظروفه الصحية الصعبة ، دون أن يسمح له مغادرة المنزل إلا بإذن من المحكمة..عند دخولي لمنزله كان بزيارته وفد من “الحركة الشبابية لحزب الفضيلة ” كان يتحدث إليهم وهم في كامل الانتباه والخضوع ، ثم وقفوا مصلين معه و محاولين تقبيل يد أستاذهم والتقاط الصور معه..

بعد ذلك بدأت مقابلتي معه بعد أن تعرف علي .. ووافق على اجراء مقابلة سريعة على أن لا أطيل معه ” إكراما للجزيرة توك وللشباب العربي ” على حد وصفه علما أن الجزيرة توك تعتبر الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي استطاعت الحصول على تصريح إعلامي منه في هذا الوقت :

الجزيرة توك: أنتم رئيس وزراء أسبق وسياسي كبير حكم عليكم بالإقامة الجبرية ذلك مما يتعجب له الكثيرون كيف تفسرون حالكم هذه ؟

أربكان: أولا أود أن أقول هنا تركيا فلا داعي للعجب. رفعت المحكمة في هذه الأيام دعوى على الحزب الشعب الجمهوري باتهام مالي واتهم بذلك المسئول المالي للحزب ولم يقدم أي اتهام عن رئيس الحزب لكن في الدعوى التي رفعت على حزبنا اتهمت أنا كرئيس الحزب بدلا من أن يتهم المسئول المالي للحزب. فالهدف من الدعوى أنا مع عدم ذكر اسمي بالأوراق المالية للحزب. فأنا هنا باتهام غير صحيح وغير عادل. وكل ملفات الحزب موجودة وأنا على يقين بأن الحق سيظهر قريبا.

الجزيرة توك: هل لديكم رسالة توجهنا إلى العالم العربي وخاصة إلى الشباب العربي ؟

أربكان: أدعوا إلى استغلال الوقت بشكل جيد وعدم إضاعتها بالمؤتمرات الغير المفيدة. الحل هو تأسيس عالم جديد، نحن هنا لإقامة العدل وإزالة الفساد. نعيش اليوم في عالم تحكمه الصهيونية، والصهيونية تقوم بإفساد كل شيء وتحاول إفساد شبابنا وتحاول إفساد العائلة عن طريق العديد من الوسائل. فيجب على العالم الإسلامي أخذ الاحتياطات اللازمة ضد مشاريع الإفساد.

وأدعوا الشباب إلى قراءة كتبنا المنشورة. نحن هدفنا إنقاذ الإنسانية ونشر العدل، نحن نريد العدل نريد أخذ حق المظلوم ولو كان ذلك المظلوم يهوديا، لذلك يجب علينا إقامة النظام الذي حكم به أجدادنا العالم لقرون من الزمان. يجب علينا استغلال الوقت بالمشاريع المفيدة أود أن أعطي هنا مثالا عندما رفع الملك فيصل رحمه الله سعر البترول اجتمعت الدول الأوروبية وقررت عدم شراء البترول لمدة 6 أشهر وقامة بخزن البترول الموجود واستخدامه بقلة، أدى ذلك إلى انخفاض سعر البترول من 60 دولار إلى 6 دولار.

على المسلمين تقسيم العمل بينهم والوصول إلى نتائج من تلك الأعمال. فنصيحتي إلى الشباب أن يستيقظوا من غفلتهم ويبدؤوا بالعمل الجاد.

الجزيرة توك: أشكركم لاستضافتكم لنا وشكرا لكم…

تلك كانت مقابلتي معه لاحظت أثناء اللقاء أن وضعه الصحي لا يسمح بالاطالة حيث أنه كان في حالة غير مستقرة اضافة لمعاناته من مشاكل صحية عديدة . فكنت بذلك أول إعلامي يجري مقابلة معه بعد بدأ فترة الإقامة الجبرية والتقط هذه الصور الخاصة بالجزيرة توك بعد معاناة في اخفاء الكاميرا.

من هو نجم الدين أربكان ؟

أبرز زعماء تيار الإسلام السياسي في تركيا وأخطر من تحدى قواعد العلمانية الكمالية المتشددة التي حكمت بلاده ومازالت منذ أواسط عشرينيات القرن الماضي.

نشأ أربكان الذي يبلغ اليوم أكثر من ثمانين عاما في كنف الطريقة النقشبندية برعاية شيخها محمد زاهد كوتكو، وأنشأ عام 1970 بدعم من تحالف طريقته مع الحركة النورسية حزب النظام الوطني الذي كان أول تنظيم سياسي ذا هوية إسلامية تعرفه الدولة التركية الحديثة منذ زوال الخلافة عام 1924.

بدأ أربكان حياته السياسية بعد تخرجه من كلية الهندسة، وأصبح رئيسا لاتحاد النقابات التجارية ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة قوينة، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للعلمانية، وكان تأسيس حزبه أول اختراق جدي لرفض القوى العلمانية المهيمنة له.

لم يصمد حزبه (النظام الوطني) سوى تسعة أشهر حتى تم حله بقرار قضائي من المحكمة الدستورية بعد إنذار من قائد الجيش محسن باتور، فقام أربكان بدعم من التحالف ذاته بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972، وأفلت هذه المرة من غضب الجيش ليشارك بالانتخابات العامة ويفوز بخمسين مقعدا كانت كافية له ليشارك في مطلع عام 1974 في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك ليرعى المبادئ العلمانية.

تولى أربكان منصب نائب رئيس الوزراء وشارك رئيس الحكومة بولند أجاويد في اتخاذ قرار التدخل في قبرص في نفس العام، واعتبر من دافع عن مشاركة أربكان في الائتلاف أنه حقق مكاسب كبيرة لتيار الإسلام السياسي من أهمها الاعتراف بهذا التيار وأهميته في الساحة السياسية إلى جانب مكاسب اعتبرت تنازلات مؤثرة من قبل حزب الشعب.

خلال وجوده في حكومة أجاويد، حاول أربكان فرض بعض قناعاته على القرار السياسي التركي، وحاول ضرب بعض من أخطر مراكز النفوذ الداعمة للنهج العلماني، فقدم بعد تشكيل الحكومة بقليل مشروع قرار للبرلمان بتحريم الماسونية في تركيا وإغلاق محافلها، وأسهم في تطوير العلاقات مع العالم العربي، وأظهر أكثر من موقف مؤيد صراحة للشعب الفلسطيني ومعاد لإسرائيل، ونجح في حجب الثقة عن وزير الخارجية آنذاك خير الدين أركمان بسبب ما اعتبر سياسته المؤيدة لإسرائيل.

وحتى بعد خروجه من الحكومة فقد قدم حزب أربكان مشروع قانون إلى مجلس النواب في صيف عام 1980 يدعو الحكومة التركية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وأتبع ذلك مباشرة بتنظيم مظاهرة ضخمة ضد القرار الإسرائيلي بضم مدينة القدس، كانت المظاهرة من أضخم ما شهدته تركيا في تاريخها المعاصر، الأمر الذي اعتبر استفتاء على شعبية الإسلام السياسي بزعامة أربكان.

بعد بضعة أيام تزعم قائد الجيش كنعان إيفرين انقلابا عسكريا أطاح بالائتلاف الحاكم، وبدأ سلسلة إجراءات كان من بينها إعادة القوة للتيار العلماني ومن ذلك تشكيل مجلس الأمن القومي وتعطيل الدستور وحل الأحزاب واعتقال الناشطين الإسلاميين إلى جانب اليساريين.

كان أربكان من بين من دخلوا السجن آنذاك، وبعد ثلاث سنوات خرج في إطار موجة انفتاح على الحريات في عهد حكومة أوزال، فأسس في العام 1983 حزب الرفاه الوطني، الذي شارك في انتخابات نفس العام لكنه لم يحصل سوى على 1.5% من الأصوات، لكنه لم ييأس إذ واصل جهوده السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996 ليترأس أربكان حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيللر.

خلال أقل من عام قضاه رئيسا للحكومة التركية، سعى أربكان إلى الانفتاح بقوة على العالم الإسلامي، حتى بدا وكأنه يريد استعادة دور تركيا الإسلامي القيادي، فبدأ ولايته بزيارة إلى كل من ليبيا وإيران، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية: إيران وباكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وماليزيا.

“تزعم أربكان تيار الإسلام السياسي في تركيا وخلال أقل من عام قضاه رئيسا للحكومة سعى للانفتاح بقوة على العالم الإسلامي”ولم يكتف أربكان بذلك، بل نشط عبر العالم الإسلامي، وحدد موعدا لمؤتمر عالمي يضم قيادات العمل الإسلامي، وباتت تركيا تتدخل بثقلها لحل مشكلات داخلية في دول إسلامية كما حدث حينما أرسل وفودا لحل خلافات المجاهدين في أفغانستان.

لكن أربكان حرص رغم ذلك على عدم استفزاز الجيش، وحاول تكريس انطباع بأنه لا يريد المساس بالنظام العلماني، فنفذ الاتفاقيات السابقة مع إسرائيل دون تردد، وزاد بأن زار إسرائيل لدعم التعاون العسكري، وسمح للطيارين الإسرائيليين بالتدرب في الأجواء التركية.

ولم يكن هذا التقارب مع إسرائيل كافيا لإقناع الجيش بالقبول، فقام الجنرالات بانقلاب من نوع جديد إذ قدموا إلى أربكان مجموعة طلبات لغرض تنفيذها على الفور تتضمن ما وصفوه بمكافحة الرجعية وتستهدف وقف كل مظاهر النشاط الإسلامي في البلاد سياسيا كان أم تعليميا أم متعلقا بالعبادات، فكان أن اضطر أربكان إلى الاستقالة من منصبه لمنع تطور الأحداث إلى انقلاب عسكري فعلي.

في عام 1998 تم حظر حزب الرفاه وأحيل أربكان إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يغادر الساحة السياسية فلجأ إلى المخرج التركي التقليدي ليؤسس حزبا جديدا باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه وبدأ يديره من خلف الكواليس، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000.

ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003 حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به ليجري اعتقاله ومحاكمته في نفس العام بتهمة اختلاس أموال من حزب الرفاه المنحل، وحكم على الرجل بسنتين سجنا وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما.

أربكان اليوم خارج العمل السياسي الفعلي، وربما يكون تقدم العمر أحد الأسباب، لكن الزعيم الإسلامي كان يمكن أن يستمر في العمل السياسي إلى النهاية لولا الضغوط الشديدة والمتكررة التي تعرض لها من قبل التيار العلماني واتخذت أشكالا مختلفة من الانقلابات العسكرية إلى استخدام القضاء والصحافة وشق صفوف أتباعه الذين لم يجرؤ أحد منهم على تكرار ما قام به زعيمهم العجوز.

Comments

Popular posts from this blog

Meriam Melayu Kesultanan Singora

Politik Tambah Bilangan

Terkafir kerana Anjing